بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
أما بعد
.. لغز أطلنتس المفقودة !
جزيرة أطلنتس المفقودة.....
تبقى أكبر لغز فى علوم التاريخ والحضارات, لطالما بنيت القصص والروايات عليها,
واستُخدمت كمادة للكثير من الاساطير والألغاز حتى أصبح اسمها مقرونا بمعانى الغموض والإثارة, ويبقى السؤال هل كانت موجودة فعلا, أم أنها محض اسطورة ؟
قبل الدخول فى لب الموضوع والشروع فى الإجابة عن السؤال, لابد من تبيان أهم نقطة فى الموضوع, بل هى أهم من الموضوع نفسه,
ألا وهى:
ما سر هذا الاهتمام البالغ بهذه القارة تحديدا ؟, والسعى الجاد للكشف عنها ؟ لماذا كانت اللغز المحورى الذى حاول المؤرخون الكشف عنه على مر التاريخ ؟ بل وحتى الملوك كانوا يهتمون بإرسال البعثات الاستكشافية للكشف عنها , كما يلى فى صلب الموضوع , فما هو السر ؟؟
السر وراء ذلك هو ما ورد من أخبار وقصص عن الجزيرة, فإن صحت الروايات الواردة عنها فذلك معناه أن من يكتشف القارة سيقع على كنز علمي ومادى هائل جدا,
(رسم افتراضى بناءا على وصف المؤرخين)
ما ورد من قصص وآثار عن الجزيرة يؤكد أنهم بلغوا مبلغا هائلا فى الغنى والتقدم العلمى بل والتكنولوجى, تقدما يفوق ما وصل إليه البشر فى زماننا هذا بالنسبة لبعض العلوم, وإليك نموذجا من ذلك:
هذه الجمجمة تم اكتشافها على راس معبد مهدم فى هندوراس عام 1924, وافترض العلماء أنها تعود إلى جزيرة أطلنتس:
الجمجمة مصنوعة من كريستال الكوارتز, ولا ترى عليها أثر خدش حتى تحت المجهر, وهو ما ينبىء عن التقدم التكنولوجى الهائل الذى استُخدم فى نحتها, إذ أن كريستال الكوارتز هو أصلب الأحجار على الإطلاق, أصلب من الماس, فكيف تم نحتها بهذه الدقة من دون ترك أى خدوش ؟؟!!!
لذا فإن صحت الرواية, فإن هذه الجزيرة ستكون كنزا علميا وماديا هائلا جدا -حال اكتشافها-.
بداية التعرف على الجزيرة وقصتها:
أول من تحدث عنها هو الفيلسوف اليونانى أفلاطون -عاش فى القرن الرابع قبل الميلاد-, حيث كتب عنها فى قصة من قصصه , فوصف التقدم الهائل الذى كان بها , والجمال الفائق والغنى الفاحش الذين امتازت بهما , والكبارى والطرق والقنوات , والصروح والقصور وووو, وذكر الكاتب أنهم كانوا قوم خير, ثم بعد عدة أجيال وبعد ما ذاقوه من غنى بدأ الكبر يدب فى قلوبهم, وبدؤوا يطغون ويتجبرون, ثم بدؤوا فى غزو من حولهم, وكانوا يجهزو لغزو اليونان ثم مصر, إلا أن اليونانيين هزموهم شر هزيمة, فتقهقروا إلى أرضهم, قبل أن يُرسَل عليهم إعصار وفيضانات هائلة, وأمواج وزلازل, فأُهلكوا فى يوم وليلة, واختفت الجزيرة بأكملها تحت سطح الماء فى يوم وليلة !
(رسم افتراضى)
لكن السؤال الذى حير الجميع: هل كانت قصة حقيقية أرخ لها الفيلسوف المذكور ؟ أم أنها أسطورة أو قصة اخلاقية ؟
ذكر افلاطون أنه سمع هذه القصة من جده الذى سمعها من جده الذى سمعها بدوره من أبيه, أما أبوه فقد سمع القصة من صديقه المؤرخ والرحالة سولون -الذى كان شخصية واقعية فعلا- والذى سمع القصة أثناء رحلته إلى مصر, عن طريق صديقه المصري الذى أبلغه أن هناك مخطوطات تصف مكان الجزيرة وكيفية الوصول إليها فى حجرة سرية تحت أبى الهول تسمى بحجرة الأسرار, والتى كانوا يحتفظون فيها بالوثائق والأشياء بالغة الأهمية, وقد اُرسلت بعثات غربية كثيرة للبحث عن تلك الحجرة, لكنهم فشلوا جميعا ولم يتوصل إليها أحد.
وصف الجزيرة:
تم اكتشاف عدد من البرديات والآثار التى تحدثت عن الجزيرة , والمتأخرة تاريخيا عن قصة أفلاطون, ومن الواضح أنها جميعا مبنية على تلك القصة.
أخبر أفلاطون فى قصته أن المدينة كانت بارعة الجمال, بحسب ما وُصِف عن المدينة فقد فتح الله عليهم أبواب كل شىء, تربة غاية فى الخصوبة, ونباتات رائعة, ومعادن, وثروات طبيعية, وحيوانات جمة, وموقع ممتاز كان يربط بين قارات العالم, بنوا القصور الشاهقة, وشقوا الترع والقنوات, وبنوا الكبارى والقلاع والجسور, وصل بهم الغنى أن اصبحوا يبنون البيوت والأبنية بالذهب والعاج, أما عن جمال الطبيعة والحدائق فحدث ولا حرج -كما تقص الروايات-.
(رسم افتراضى مبني على الوصف)
وكانوا يبنون بنايات وأسوارا دائرية تحيط بالمملكة فى شكل عدة صفوف, وقيل أن القارة كانت مقسمة إلى ممالك وولايات عدة.
نهاية الجزيرة:
كان أهل تلك المدينة يمتازون بالنبل والكرم والخير, ثم مرت عليهم السنون وخلفهم خلف تكبروا وتجبروا وطغوا, ولما بلغوا ما بلغوا من التقدم العلمى انحرفوا عن المسار, فبدؤوا يبحثون فى الغيبيات وأمور الروح والخلق, والبحث عن طرق للخلق والإحياء, ثم بدؤوا فى غزو الممالك حولهم, وجهزوا الجيوش للقضاء على أكبر مملكتين فى ذلك الوقت مصر واليونان -كما تحكى الروايات والآثار-.
فبدؤوا بالهجوم على اليونان, وكانوا يجهزون للهجوم على مصر بعدها, لكن اليونانيين هزموهم شر هزيمة فتقهقروا إلى أرضهم.
ثم ما أن عادوا إلى قارتهم حتى أُرسل عليهم إعصارات وفيضانات وزلازل انتهت بابتلاع القارة بالكامل تحت الماء فى غضون يوم وليلة فقط -كما أقرت الروايات-.
(رسم افتراضي لغرق الجزيرة)
وانتهت الجزيرة وهلكت عن بكرة أبيها, ولم يبق منها شىء على الإطلاق.
المكان المفترض للجزيرة:
اختلفت الأماكن التى افترضها الباحثون للجزيرة اختلافا كبيرا, لكن أكثر هذه الفروض شهرة وقبولا بين الباحثين هو هذا المكان:
(بين الأمريكتين وأفريقيا)
بعض الأدلة العلمية التى اكتشفها الباحثون:
1-الجمجمة الأثرية المصنوعة من كريستال الكوارتز التى تحدثنا عنها آنفا, والتى تم اكتشافها على رأس معبد مهدم فى هندوراس.
2-دليل بيولوجى, حيث أن البيولوجيين اكتشفوا أن نفس الأنواع ذاتها من النباتات والحيوانات موزعة على أطراف القارات المتباعدة, وهو ما يعنى -فيما افترضوه- أنه كانت هناك أرضا يوما ما عملت كجسر ساعد على انتقال النباتات والحيوانات وتوزيعها, خصوصا أن افلاطون قال أن أطلنتس كانت كالجسر تربط جميع القارات, وتقع بينها.
3-التقط رادار تابع لوكالة ناسا الأمريكية صورا عام 1977 تحت الأعماق فى البيرو والمكسيك, وهذه الصور أظهرت سلاسل من قنوات الرى المتطورة جدا, وقد اكد الباحثون انها مطابقة لما وصفه افلاطون.
4-اكتشاف حلقات دائرية أثرية فى جزر الكنارى ومالطا, تشبه ما وصفه أفلاطون من الحلقات الدائرية التى كانت تحيط بالجزيرة كما أسلفنا.
5- اكتشفت غواصة تابعة لبعثة بحثية روسية عام 1974 وجود سلسلة جبال فى أعماق المحيط الأطلنطى غرب مضيق جبل طارق, وأثبتت الدراسات الجيولوجية أنها كانت يوما من الأيام على السطح, مما يعنى أنها كانت جزءا من أرض مفقودة.
6- أهم هذه الأدلة هو طريق بيمينى الذى أحدث ضجة عند اكتشافه, وسُمى الطريق إلى أطلنتس حيث ظنوا أنه الطريق الذى سيقودهم إليها, وهو طريق تم اكتشافه فى أعماق مياه جزر البهاما, مصنوع من الصخور بدقة شديدة ويبلغ طوله حوالى 120 كم, المشكلة أن تتبع الطريق يؤدى إلى نهاية مسدودة حيث أن نهايته مدفونة تحت الرمال فى قاع البحر,
قام فريق الدكتور جرين ليتل بعمل أبحاث مكثفة على ذلك الطريق, مما أدى إلى اكتشاف طبقة اخرى من الصخور تقع تحت الطبقة الاولى الظاهرة, واكتشفوا أيضا وجود خطافات أو حلقات حديدية, وبعد التحليل طفت فرضية بحثية على السطح وأخذت قبولا واسعا بين الباحثين: وهى أنه ربما لا يكون هذا البناء طريقا كما كان يُظن, ربما هو جدار كان جزءا من مرسى للسفن, وسقط فى المياه.
(صور لطريق بيمينى)
أرسل العديد من الملوك على مر التاريخ بعثات للبحث عن أطلنتس وكنوزها, بدءا من فرعون مصر -كما وُجد فى بعض البرديات- وصولا إلى هتلر والنازيين, حيث افترض النازيون أن الأطلنتسيين هم أجداد الجنس الآري الذى كانوا يعدونه جنسا مميزا عن باقى البشر, وفى النهاية تبقى القصة لغزا كبيرا!!!
لكن كما قلنا, أهم ما فى الموضوع هو ما تحويه الجزيرة -على فرض وجودها-,
فالسؤال الأهم هو: هل سيسفر اكتشاف الجزيرة -إن قدر الله ذلك- عن هذا التقدم العلمى والغنى المادى الهائل كما اخبرت كل الروايات والآثار التى تخص أولئك الناس ؟
هل هم قوم طغوا فأهلكهم الله ؟ ربما , خصوصا إن وضعنا فى الحسبان الطريقة التى غرقت بها جزيرتهم كما فى الروايات, يقول الله جل وعلا "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون, فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولـكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون, فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون, فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" والله أعلم.
وأخيرا
سبحان من أحاط بكل شىء علما.
وصف الجزيرة:
تم اكتشاف عدد من البرديات والآثار التى تحدثت عن الجزيرة , والمتأخرة تاريخيا عن قصة أفلاطون, ومن الواضح أنها جميعا مبنية على تلك القصة.
أخبر أفلاطون فى قصته أن المدينة كانت بارعة الجمال, بحسب ما وُصِف عن المدينة فقد فتح الله عليهم أبواب كل شىء, تربة غاية فى الخصوبة, ونباتات رائعة, ومعادن, وثروات طبيعية, وحيوانات جمة, وموقع ممتاز كان يربط بين قارات العالم, بنوا القصور الشاهقة, وشقوا الترع والقنوات, وبنوا الكبارى والقلاع والجسور, وصل بهم الغنى أن اصبحوا يبنون البيوت والأبنية بالذهب والعاج, أما عن جمال الطبيعة والحدائق فحدث ولا حرج -كما تقص الروايات-.
(رسم افتراضى مبني على الوصف)
وكانوا يبنون بنايات وأسوارا دائرية تحيط بالمملكة فى شكل عدة صفوف, وقيل أن القارة كانت مقسمة إلى ممالك وولايات عدة.
نهاية الجزيرة:
كان أهل تلك المدينة يمتازون بالنبل والكرم والخير, ثم مرت عليهم السنون وخلفهم خلف تكبروا وتجبروا وطغوا, ولما بلغوا ما بلغوا من التقدم العلمى انحرفوا عن المسار, فبدؤوا يبحثون فى الغيبيات وأمور الروح والخلق, والبحث عن طرق للخلق والإحياء, ثم بدؤوا فى غزو الممالك حولهم, وجهزوا الجيوش للقضاء على أكبر مملكتين فى ذلك الوقت مصر واليونان -كما تحكى الروايات والآثار-.
فبدؤوا بالهجوم على اليونان, وكانوا يجهزون للهجوم على مصر بعدها, لكن اليونانيين هزموهم شر هزيمة فتقهقروا إلى أرضهم.
ثم ما أن عادوا إلى قارتهم حتى أُرسل عليهم إعصارات وفيضانات وزلازل انتهت بابتلاع القارة بالكامل تحت الماء فى غضون يوم وليلة فقط -كما أقرت الروايات-.
(رسم افتراضي لغرق الجزيرة)
وانتهت الجزيرة وهلكت عن بكرة أبيها, ولم يبق منها شىء على الإطلاق.
المكان المفترض للجزيرة:
اختلفت الأماكن التى افترضها الباحثون للجزيرة اختلافا كبيرا, لكن أكثر هذه الفروض شهرة وقبولا بين الباحثين هو هذا المكان:
(بين الأمريكتين وأفريقيا)
بعض الأدلة العلمية التى اكتشفها الباحثون:
1-الجمجمة الأثرية المصنوعة من كريستال الكوارتز التى تحدثنا عنها آنفا, والتى تم اكتشافها على رأس معبد مهدم فى هندوراس.
2-دليل بيولوجى, حيث أن البيولوجيين اكتشفوا أن نفس الأنواع ذاتها من النباتات والحيوانات موزعة على أطراف القارات المتباعدة, وهو ما يعنى -فيما افترضوه- أنه كانت هناك أرضا يوما ما عملت كجسر ساعد على انتقال النباتات والحيوانات وتوزيعها, خصوصا أن افلاطون قال أن أطلنتس كانت كالجسر تربط جميع القارات, وتقع بينها.
3-التقط رادار تابع لوكالة ناسا الأمريكية صورا عام 1977 تحت الأعماق فى البيرو والمكسيك, وهذه الصور أظهرت سلاسل من قنوات الرى المتطورة جدا, وقد اكد الباحثون انها مطابقة لما وصفه افلاطون.
4-اكتشاف حلقات دائرية أثرية فى جزر الكنارى ومالطا, تشبه ما وصفه أفلاطون من الحلقات الدائرية التى كانت تحيط بالجزيرة كما أسلفنا.
5- اكتشفت غواصة تابعة لبعثة بحثية روسية عام 1974 وجود سلسلة جبال فى أعماق المحيط الأطلنطى غرب مضيق جبل طارق, وأثبتت الدراسات الجيولوجية أنها كانت يوما من الأيام على السطح, مما يعنى أنها كانت جزءا من أرض مفقودة.
6- أهم هذه الأدلة هو طريق بيمينى الذى أحدث ضجة عند اكتشافه, وسُمى الطريق إلى أطلنتس حيث ظنوا أنه الطريق الذى سيقودهم إليها, وهو طريق تم اكتشافه فى أعماق مياه جزر البهاما, مصنوع من الصخور بدقة شديدة ويبلغ طوله حوالى 120 كم, المشكلة أن تتبع الطريق يؤدى إلى نهاية مسدودة حيث أن نهايته مدفونة تحت الرمال فى قاع البحر,
قام فريق الدكتور جرين ليتل بعمل أبحاث مكثفة على ذلك الطريق, مما أدى إلى اكتشاف طبقة اخرى من الصخور تقع تحت الطبقة الاولى الظاهرة, واكتشفوا أيضا وجود خطافات أو حلقات حديدية, وبعد التحليل طفت فرضية بحثية على السطح وأخذت قبولا واسعا بين الباحثين: وهى أنه ربما لا يكون هذا البناء طريقا كما كان يُظن, ربما هو جدار كان جزءا من مرسى للسفن, وسقط فى المياه.
(صور لطريق بيمينى)
أرسل العديد من الملوك على مر التاريخ بعثات للبحث عن أطلنتس وكنوزها, بدءا من فرعون مصر -كما وُجد فى بعض البرديات- وصولا إلى هتلر والنازيين, حيث افترض النازيون أن الأطلنتسيين هم أجداد الجنس الآري الذى كانوا يعدونه جنسا مميزا عن باقى البشر, وفى النهاية تبقى القصة لغزا كبيرا!!!
لكن كما قلنا, أهم ما فى الموضوع هو ما تحويه الجزيرة -على فرض وجودها-,
فالسؤال الأهم هو: هل سيسفر اكتشاف الجزيرة -إن قدر الله ذلك- عن هذا التقدم العلمى والغنى المادى الهائل كما اخبرت كل الروايات والآثار التى تخص أولئك الناس ؟
هل هم قوم طغوا فأهلكهم الله ؟ ربما , خصوصا إن وضعنا فى الحسبان الطريقة التى غرقت بها جزيرتهم كما فى الروايات, يقول الله جل وعلا "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون, فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولـكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون, فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون, فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" والله أعلم.
وأخيرا
سبحان من أحاط بكل شىء علما.